في ليلة من ليالي الشتاء البارد..كنت أقف على النافذة أرقب حبات المطر وهي تنهمر بغزارة ..بعد مدة أحسست بتقدم خطى الليل وبالبرد وقد سكن ضلوعي ..فأخذت أبحث في الظلام عن طريقي.. حتى وصلت إلى فراشي.. واختبأت تحت لحافي.. وأنا أشعر بالوحدة.. كنت فيها بأمس الحاجة لحضن يلملم أحزاني المبعثرة.. وأفكاري التائهة..كنت بحاجة إلى من يمسح دمعتي.. ويحيي همتي.. فجأة سمعت صوتآ من خلفي يناديني حبيتي عندها أحسست بدفء المشاعر تظاهرت بالنوم وتجاهل مصدر الصوت فأخذت بيديها الحانيتين تمسح بها على جبيني ورفعت خصلة من شعري كانت منسدلة على وجهي وهي تقول اللهم احفظها.. اللهم أسعدها في الدارين.. وغطتني باللحاف وهمت بالخروج عندها لم أستطع أن أقى صامدة.. قفزت من مكاني ووقفت أمامها كطفلة صغيرة لم أتمالك نفسي فنزلت دمعة ساخنة على خدي.. فاحتضنتني بقوة فكان صدر أمي الذي أمدني بالحنان فأحسست بالأمان وطبعت قبلة دافئة على جبيني وهي تقول تصبحين على خير ياحبيبتي!..